لماذا تخاف البنوك والحكومات من عملة البيتكوين؟
لقد تم إطلاق عملة البيتكوين في عام 2009، لكنها حتى وقت قريب جدًا أصبحت معروفة بشكل واسع النطاق بين المستثمرين وحتى عامة الناس، فعملة البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة اللامركزية تسمح للناس بالتداول مباشرة مع بعضهم البعض عن طريق منصات التداول مما يلغى الحاجة إلى وسيط الذى يكون في التجارة التقليدية وهو البنوك.
عادةً ما تتقاضى البنوك رسومًا لفعل أي شيء مقابل المال حتى مع التمسك به، ذلك لأن البنوك قد أوجدت مستوى عالى من الثقة حيث أن المعاملات تمر بسلاسة ويتم تسجيل كل شيء والمحاسبة بشكل صحيح، فالبنوك بيئة احتكارية لإنشاء جميع المعاملات المالية.
فعندما تقوم بإيداع أموالك في بنك تقليدى لم تعد تملكه في الواقع، هناك معاملات تحدث في الخلف حيث أن البنوك تنفق أموالك على كسب المزيد والمزيد لأنفسهم وتفرض عليك "منحة" سواء كان الأمر يتعلق بالدفع لمدير الصندوق أو كضمان لرهن عقارى.
ولكن كما أثبتت الأزمة المالية في عام 2008 فإن البنوك ليست لديها مستوى عالى من الثقة، فالبنوك جشعة كما أنها محتالة بعض الشيء، فقد نحصل على رسوم مرتفعة وعمليات انقاذ حكومية من أموال دافعى الضرائب وارتفاع معدلات التضخم.
لم يكن ظهور عملة البيتكوين في عام 2009 مجرد صدفة، فالبنوك الكبرى في تلك الفترة الزمنية تلاعبت بالأنظمة وأساءت استخدام أموال المقترض وبدون أي خجل من الاتهام وفرضت الكثير من الرسوم، هذا ما أدى إلى تطور العملات المشفرة مثل البيتكوين بهدف التخلص من الوسطاء وانهاء الفائدة وجعل المعاملات واضحة، بعبارة أخرى لقطع الفساد وخفض الرسوم.
لقد تم انشاء عملة البيتكوين في عام 2008 وتم إطلاقها في عام 2009 من قبل ساتوشى ناكاموتو كأول نظام عملة مشفرة ونظام دفع رقمى في العالم لديه القدرة على تحسين الخدمات المصرفية، والمفتاح الذى ساعد على نجاح العملة المشفرة هو التكنولوجيا التي تقف ورائها وهى البلوكشين التي تحل مشكلة الانفاق المزدوج وهو الدور الذى تقوم به البنوك التقليدية بمعنى أن العملة الرقمية لا يمكن تكرارها أو تزيفها.
حيث تعمل تكنولوجيا البلوكشين على أنها دفتر رقمى يتم فيه ربط كل معاملة بغيرها بما تسمى "كتلة" بشكل آمن باستخدام التشفير، وبالتالي تحل العملات الرقمية المشاكل المزدوجة والمخاوف الاحتيالية بما في ذلك القرصنة.
تعمل العملات الرقمية بشكل لا مركزى حيث يمكنك التحكم في أموالك ومعرفة ما يجرى، فعلى سبيل المثال: إذا قمت بإرسال عملات البيتكوين من هاتف لأخر فلا يوجد وسيط في هذه العملية إنها مجرد أموال نملكها وننفقها ويتم نقلها من طرف لآخر بكل سهولة.
ما الذى يربك المصرفيون من البيتكوين؟
فى الوقت الحالي البنوك لم تعد قلقة من منافسيها البنوك الأخرى بل من الجيل التالى من النظام المصرفي اللامركزى المتمثل في العملات المشفرة الذى لا يصدر أو يسيطر عليه أي بنك أو حكومة أو أي شخص، فالمؤسسات المالية التقليدية والحكومات غير مستفيدة من هذا النظام المصرفي ولهذا فهى تحاربه، والبعض يهدف للسيطرة عليه واتخاذ العديد من الإجراءات التنظيمية.
يتلخص الخوف الأساسى للبنوك من البيتكوين من إمكانية استبدالها على المدى البعيد، حيث يمكن أن تجعل عملة البيتكوين البنوك المركزية تتحرك خارج هذا الإطار.
يرى البعض أن البيتكوين قد يُحدث تموجات في جميع أنحاء القطاع المالي، وسيخلق رابحين وخاسرين جدد، ومن المحتمل أن يؤدى إلى لا مركزية في الخدمات المصرفية وإنشاء أسواق متناهية الصغر إلى حد لم نشهده منذ تقدم اقتصاد المقايضة، إن ما تدور حوله فكرة "انترنت القيمة" هو محو التميز بين المقايضة وتبادل الأموال والخدمات في أي سوق، لهذا يجب أن يكون هناك تنظيم للعملات المشفرة، فبدون تنظيم الأسواق غير مستقرة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق